الحلقة الـ 28 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : كيف نطبق الإختيار المحدود للأبناء لمساعدتهم في حل مشاكلهم أو تعديل سلوكهم.
.........................................................................
يلعب الوالدين دوراً كبيراً في الإختيار المحدود للأبناء لإن الوالدين هنا هما اللذين يحددان الإختيارات أمام الطفل لكي يختار منها .. قاصدين وضع الفعل الذي يقوم بتصحيح سلوك الطفل السلبي ضمن هذه الخيارات .. على أن لا تتجاوز الإختيارين أو الثلاثة فقط .
وهذا الأسلوب يختلف عن الأسلوب القائم على أن يقترح الأبناء أفكار عديدة لحل مشاكلهم ليختاروا واحد منها ويلتزموا بها .. وهو صالح للمراهقين أكثر من الأطفال .
إلا إن كلا الطريقتين مفيد في تعويد أبناؤنا على الإستقلال بإرائهم والإعتماد على أنفسهم في حل مشاكلهم أو تعديل سلوكهم .
لنفترض مثلاً أن الأب لا يريد إبنه أن يرمي ألعابه التي يلعب بها في الحديقة داخل البيت فإن على الأب أن يضعه أمام اختيارين ليختار واحداً منهما قائلاً .
"تستطيع ن تضع ألعابك في الفناء الأمامي من الحديقة أو الفناء الخلفي أيهما تختار ؟ "
علينا هنا أن نوضح أن النبرة التي يستخدمها الأب يجب أن تكون حازمة ولا مجال فيها لتلاعب الإبن وإلا فإنك تدعو إبنك إلى اختبار حدودك بالمماطلة .
لنفترض أنك كأب لا تريد لإبنك أن يأكل آيس كريم في البيت إلا في المطبخ فإنك يجب أن تضعه أمام خيارين ليختار واحداً منهما قائلاً
" عليك أن تأكل الآيس كريم في المطبخ أو خارج البيت أيهما تختار ؟"
هذا السؤل يحمل الطفل مسؤلية اتخاذ القرارلتصحيح سلوكه ..وعندما لا ينفذ الطفل القرار الذي اتخذه ..فإن على الأب هنا أن يوقع عليه العقاب الذي حدده كنتيجة منطقية لمخالفته للقواعد التي وضعها له بصورة مباشرة وحازمة لا تردد فيها بحرمان الطفل من أكل الآيس كريم مثلاً لمدة يومين ..أو حرمانه من مشاهدة برنامج مفضل لديه ليوم واحد أولاً ثم يومين إذا كرر نفس المخالفة ..وهكذا بالنسبة لأفعال أخرى يقصد الأب تصحيحها .
ماذا إذا اقترح الطفل خيارات أخرى غير مناسبة للأم مثلاً ؟
على الأم أن لا تقبل بإي اقتراح آخر ..وإلا فتحت على نفسها باب المماطلة من ابنها في تنفيذ المطلوب منه ..وتقول له " هذا لا يعد واحد من الخيارات التي وضعتها أمامك لتختار منها "
إذا حاول الطفل أن يماطل على الأم أن تقول له .
" هذه هي اختياراتك المتوفرة لك وعليك أن تختار واحداً منها فقط ..ماذا تريد أن تفعل "؟
لنفترض أن الطفل أصر على تنفيذ ما يريد .. على الأم هنا أن تحدد وقتاً محدداً لتنفيذ ما طلبت من إبنها وإلا سوف يعاقب.لإنها وفرت له كل المعلومات التي يريدها .
ولنستعرض بعض النماذج لتطبيق هذا الأسلوب التربوي .
علي في الخامسة من عمره ..كان يصدر أصواتاً عندما يأكل ليضحك أخويه ..طلبت منه والدته أن يتوقف عن
(٢)
إصدار هذه الأصوات ..توقف قليلاً ثم عاد يصدر تلك الأصوات .
قالت له والدته بنبرة حازمة ونظرة جادة :
" علي ..في إمكانك أن تتوقف عن إصدار هذه الأصوات أو سوف تقضي الخمس دقائق القادمة في غرفتك لكي تراجع نفسك حتى تتعاون معي ..ماذا تريد أن تفعل ؟"
علي قرر أن يتعاون مع والدته ويتوقف عن إصدار تلك الأصوات .
باسم في الثامنة من عمره كان يغش في لعب الورق مع أخو يه .. طلب منه شقيقه أن يتوقف ويلعب بنظافة إلا إنه تجاهله ..ذهب الأخ ليشتكي لوالده قال الأب لإبنه
" باسم إما أن تلعب حسب القواعد أو تختار لعبة أخرى لتلعب بها ..ماذا تريد أن تفعل ؟"
أجاب باسم " سألعب حسب القواعد "
لكنه بعد خمس دقائق ..عاد إلى نفس سلوكه ..وعادت إخته إلى الشكوى منه لوالدها .
هنا قام الأب بتطبيق ما يسمى في التربية بالعقاب القائم على النتيجة المنطقية للمخالفة ليرتدع الطفل عن سلوكه السيء .. بإن حرمه من اللعب وجعل أخويه يلعبان وحدهما ..لإنه كرر مخالفته ولم يلتزم بقراره .
يسرا طفلة في العشرة من عمرها أساءت الرد على والدتها فقالت لها أمها بنبرة حازمة لا تراجع فيها .
" يسرا إما أن تذهبي إلى غرفتك لمدة عشر دقائق أو ستذهبين لمدة عشرين دقيقة" أيهما تفضلين .
فكرت يسرا عشرة دقائق أفضل من عشرون دقيقة ..لا مفر من تطبيق ما تريد أمها ..لا مجال لإختبار مدى جديتها ..لذلك وبلا تردد اختارت أن تذهب إلى غرفتها لمدة عشرة دقائق وهنا علينا أن نوضح أن الآباء عليهم أن لا يتراجعوا أبداً عن عقابهم ..وإلا سيفتحون على أنفسهم باب الإلحاح والمماطلة في تحقيق ما يريدون من أبنائهم .
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh